اعلان فارغ

سرير الراحة كان عرشي تلك اللحظة
فتركت لساني حائراً و أهملت طرفي في بعض زخارف السقف فكان العقل اول الملقين....
رفع الابيض أعلامه...
فلم تكن جولات سِلم ...بل كان معلناً قيام اعمدته و جسوره في أعالي (الهمم)... فتعلّق حبل الشوق بأمل غامض...حتى اصبح الكلام كله مبطناً باعلانات فارغة...
الاعلان الفارغ...هو قصة قصيرة خطّت بيد صعلوك من صعالكة الزمان و المكان قاصداً الانقاص من اهمية الوقت الثمين....
الاعلان الفارغ...هدية الموت للحياة لفّت بورق البردي المجفف على ضفة نهر العاصي بشهادة هندي احمر
الاعلان الفارغ... طريقة إلقاء شباك صيد في بحر شمالي سدّت جداوله سدود سبع سمّيت بأسماء قردة الحاكم البيضاء...
الاعلان الفارغ...ليس مجرد "كلام فارغ" لا تقنع به إلا نفسك....بل هو مجموعة حروف تم التلاعب بها بطريقة تدفع القارئ للقراءة طوعاً بل كرهاً....
التفت بعض جسدي ...فقال : في ثنايا اعلانك يكمن كل الشر وحقيقة الابيض هنا هي الاسود الحالك ..بسواد نوايا ( الجهات المعلنة ) .. وصدقني الشهادات كثيرة ..وورق تغليفها يُنسج من آلام وأشلاء أمال تلك الجماعة المستضعفة من ( القراء )....

الوقت المناسب

صباحاً زمردياً ..آلف سكوني...و تمرّد على كياني...فكان الابتسام المطلق...
لو اني سرقت عقلها لبرهة... لعرفت كيف و متى و أين..
مسرح الوقت...و كمال الاختيار...فكان الضحى...رنّ الهاتف مرتين..
تلك النغمة المميزة...تدفع بجسد ناعس مغروس بطيّات الراحة الكاذبة (بوقتها)...لنهوضٍ عبثي كنهوض مجنّد من نوم عميق على سرير صنع من حرير اخترق احلام اللحظة..
في جيش نظامي...على إثر صافرة ضابط حازم...لا يعرف الحِلم ولا يفهم الاعذار الواهية...
أمسكت بالهاتف حتى اعرف... هل انا ما زلت اتخبّط في احلامي...ام كانت لحظة ثمينة من حياتي الضائعة...
فتأكدت (انها) من سرقَتْ احلامي و جائزة سباق شخيرٍ عائلي ...فتدفع بآذان العائلة كي تنصت حتى تتعرف على فن كلام الليل..
آلو..
صباح الخير..
صباح الفل...
بس كنت بدي احكيلَك...بحبَّك...
(انتهى)(7 ثوانٍ)
سيداتي سادتي..من فضلكم أعيدو مقاعدكم للخلف لوضعها الثابت و المستقيم...فالطائرة لا تعرف كيفية الصعود للمالانهاية.....
ليست وظيفتها تلقّي صفعات شهيّة...او ضرباً مبرحاً يعجّل من وقت المنيّة...
لقد فقدنا للتو الضغط في حجرة القيادة...
اشتياق ...تبعه ارضاء ...احلام من ذهب..تبعتها لحظات حقيقة لا تقدر بأثمان صنعت يومي ...بل عمري كله...
لحظات مُلئت جمالاً..
فهمس مخلوقات الله وقت الغسق...كانت بتلك السبع
و سكون بيت الله لحظة سجود...كانت بتلك السبع
و جمال أنفاس شيخ كبير يسبّح ربه في سرّه...كانت بتلك السبع
فيا رب احفظها..واجعلها من نصيبي.. و اجمعني بها في عليّين مع الانبياء و الصالحين

أليست كذلك

نستني
فكنت أخلص التابعين
حتى بدت حياتي عسكرية...
التزام و تحية...
خروج عن المألوف... سباق الخطايا...صعود غير مبالٍ...
أرتدي عقلها ... و ترتدي عقلي..فيبدو الكلام مألوفاً ما طال الغياب..
ركود بركان مؤقت..يخدم رضى الاهل و الاصحاب...حتى تكاد الاطراف تتقطع من العتاب
سيد نفسي.. أليس بعدك عن التائهة تلك طاعون سرى في روحك ؟؟
أليست همومك تتلاشى بمشرق التائهة بكونك ؟؟
أليست أحلام التائهة فيك و لك ؟؟...
إذاً وجب عليك خوض الحروب...
و تسيير الجيوش ...
و اصدار الأوامر...
فلا تكن للبعد حليفاً...
و لا تكن لقمة سائغة في أفواه المعاناة و الندم
و احذر خائناً في جيشك...اسمه "ظلم"..
و احذر اتباعه ...

سكوت ام تحايل على السكوت (2)


سايرتها ... جنّدت خفقاتي في انكشارية روحها
فكان الحوار الآتي :
هي : أعتقد أني سأعتكف بمحرابك هنا ... بإنتظار تلقي المزيد من الحكمه
انا : لست بشخص يورد حكمة من نهر من خبرة و تجارب
بل اني اسطر افكار عقلي الصغير على بيضاء صفحات شبهّت لي كأنها خلية محللين نفسيين اقامو حملة اغاثة على مصادر تفكيري الصغيرة
هي : صغيرة؟؟...بل يسكنك كاهن بوذي
أحسست بحرارة كلماتها فقلت لها : إن كلامك ضرب عندي اعصاب الخدين حتى أرت من مرآة زماني ارتقاء وجنتي فكانت بسمة بعد عناء يوم ربيعي ...فلم يكن مد حوّاسي و جزرها بفعل جذب القمر...بل كان كلامك المنتظر
ثقل في الكلام.....
هي : حديثك يا سيدي كعزف آلة موسيقية اوتارها احرف عربية و "النوتة"سطّر فيها مارد يسكن في أعالي الهمم سمفونية أراد فيها وصف العيش في القاع...يطمح بذلك ان ازداد صمتاً على صمت
انا : لقد أقحمتِ في مخيّلتي امبراطورية الامل...بشعبها الحليم ...و بجيش اليقين ...غزوت حقل ألغام يأسي و علّقت رؤوس الحياء من نفسي على رِماح الجَمال المطلق...

هي : اتعلم بعد التفكير قليلاً ... اعتقد انك ستصل الى مكان ما
انا : يا سيدتي انّي أشكو لكي الكون من حولي
فقد تحوّل لمنظومة معقّدة من الصور المتراكبة...منها الملوّن ... و منها الابيض و الاسود...
فأصبح رنين الهاتف عندي...كمرسال من سلطان مبجّل أراد التحالف مع كياني المهموم
لينقذ اطلالته في مسخي..
هي : بشار انا الأن أقف على شعره بين أن أصفق لك أو أبدأ في اتهامك ...فاحذر اتهامي يا صديقي
و أجب هاتفك
.....
هي : حسناً ...الآن أريد ان تقول لي ما الفرق بين الصمت و السكوت ؟؟
انا : ان السكوت يجعل جدران قلوبنا صناديق الكلام المغلقة حتى يتخمّر الكلام...
و الصمت جاء معاتبة للنفس على التفوّه بذلك الكلام..
هي : أعتقد أني سأفكر جيداً بأسئلتي لك بعد الأن
.....سكوت عظيم.....
هي : تضارب الأفكار وتداخل التحاليل ... و تجاذب عظيم بين البوح والصمت ولكن في اسلوبك في التعبير شيءٌ حيّرني ...فهل هو أنت أم السكوت من يتحايل على نفسه ؟؟؟
انا : اجابتي عن تساؤلك يفضح سراً من أسرار دولة الشك عندي .. و يكشف مخططاتي العسكرية في مواجهة سكوتي...
هي : كلا يا سيدي ...فأنا أراك مجرما في حقه مرات وأحيانا أخرى أراه قابعاً في سواد تلك الزاوية متربّصاً حتى برشفاتك للشاي الذي سأقدمه لك تقديرا لجوابك المنتظر سلفاً
انا : ان الحرب الدائرة بيني و بينه على مدى أعوام تحوّلت لسباق تسلّح أسعى فيها لترويض جبروت الصمت و كسر عناده مستخدماً ألسنة الناس أجمعين...
فإن كان نصراً , فرضت عليه عتق أنفس العاشقين ... و فكّ ظلم مالك لعنترة...
و إن خرجت مدحوراً , تبادلت النظرات مع التاريخ ...حتى يرأف بحالي ....
فيجهّزني لأخوض حروبي مع غوستاف و أعوانه



قاتلت غوستاف فأرداني صامتاً

لكي الوداع المفرح ولي الموت

يا من كنت في قلبي اسيرة
وكنت لقلبكي حرا اطير
نلتي مني الالام مريرة
لحب لم تريدي يصير
جرحتك جرحا اثاره كثيرة
وزره في القلب كالطود الكبير
انتي لروحي حقا اميرة
وانا لديكي كعبد حقير
كرهتني وانت وروحك فكانت بكرهي بصيرة
كأنيي شوكة تغص بحلقك فتسبب الالم المرير
وكأني قرش حزين يأكل سمكة طريق البحر تنير
او كذئب شرسير يأكل القطة الصغيرة
التي لم تكن للحب تسير
وها انا اليوم لراحتك انهي المسيرة
وامسك مفتحاح باب الحزن الضرير
لاجلك ارمي السعادة وارتدي ثوب الكآبة الشريرة
بفرحك اليوم لخلاصك مني صيصبح عمري قصير
اخطأت بحقك حين فتحت السيرة
وقلت الكلمة التي ادت الى هذا المصير
الى فراقي هيا فنامي قريرة
واتركي لي الموت العسير
ما لي بعدك من شمس تأتي سميرة
وما لي ومالي هواء بجسدي يطير

محمود دراوشة

وردة ذهبت وتركت جروح شوكها

وردة ثوبها أحمر بلون الدم قد بدت

يغزني شوكها بشكل كبير

من شر الي قد سعت

الم غزها الى اليوم يسيل

رغم انها كانت من شهور قد مضت

لم ادر كم كان قلبي لعشقها يميل

رغم انها لفراقي قد سعت

لكنها قالت لما هو لحبها كالماء للاوساخ يزيل

وهدمت ما يدي بنت

وجرحتني بقول عسير

لوقيل للجبال لكانت بكت

لم يكن لها قلب سهيل

فهي بكسر قلب كبير قد رضت

الفرس لذاك يبكي فتسمع لها صهيل

حتى السماء لحبال الغيث قد دعت

اذا كنت الان لكي بسمة بعدابي تريل

فلكي جروح قادمة لكي الايام قد قضت